فاتقوا الله عباد
الله.. واقنعوا بما أباح الله من المكاسب ففيه البركة والخير، وأما الكسب المحرم؛
فإنه شرٌّ ووبالٌ وعقابٌ عاجلٌ وآجلٌ. مَن أكل منه تغذَّى بحرام ونبت جسمه من
سحتٍ، وكل جسمٍ نبت من سحتٍ فالنار أولى به، وإن تصدق منه لم يقبل، وإن مات وورثه
لغيره كان زاده إلى النار، فماذا استفاد إذًا؟ إنه لم يستفد إلا التعب في الدنيا،
والعذاب في الآخرة، وأي عاقلٍ يرضى لنفسه بذلك؟! اللهم أغننا بحلالك عن حرامك،
وأغننا بفضلك عمن سواك، وقنا شح أنفسنا ﴿وَمَن
يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الحشر: 9].
عباد الله: ومع هذه المكائد
والأتعاب التي يبذلها الكفار للصدِّ عن دين الإسلام؛ فإن الإسلام سيبقى غضًا
طريًّا كما أُنزل، لا تؤثر عليه تلك الدعايات مهما بلغت كما تكفَّل الله بحفظه،
وسيقيض الله له أنصارًا يتمسكون به ويحمونه كما قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ
خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ عز وجل، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» ([1])، ولكن الشأن بنا،
فإننا إن غيَّرنا وبدَّلنا غيَّر الله علينا، واستبدلنا بغيرنا كما قال الله تعالى
﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ
يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم﴾ [محمد: 38]. فاتقوا
الله عباد الله، وتمسكوا بكتاب الله وسنَّة رسوله والزموا جماعة المسلمين واحذروا
البدع والمحدثات؛ فإن خير الحديث كتاب الله.. إلخ.
******
([1]) أخرجه: البخاري رقم (71)، ومسلم رقم (1037).
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد