في اغتنام الأوقات بالأعمال
الصالحة
الحمد لله ربِّ
العالمين جعل الدنيا مزرعة للآخرة، ووفَّق مَن شاء لاغتنام أوقاتها قبل فواتها،
وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له الكبير المتعال وأشهد أن محمدًا عبده،
ورسوله القائل: «بَادِرُوا بِالأَْعْمَالِ» ([1]) صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه، ومَن تبعهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واستغلوا أوقات حياتكم فيما ينفعكم في الدار الآخرة ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩﴾ [الشعراء: 88، 89].
واعلموا أن الوقت
ثمينٌ، وأن كل لحظة تمر في غير عمل صالح؛ فتخسرونها، وتتحسرون على فواتها، قال
تعالى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي
خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ
بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾ [العصر: 1- 3].
قال ابن كثير: العصر الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خير، وشر ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ﴾ [العصر: 2]، أي أن كل إنسان في المتاجر، والمساعي، وصرف الأعمار في أعمال الدنيا لفي نقصٍ، وضلالٍ عن الحق حتى يموت ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾ [العصر: 3].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (118).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد