في النهي عن بدعة الاحتفال بمناسبة
ذكرى المولد النبوي
الحمد لله ربِّ
العالمين، أمرنا باتباع كتابه فقال: ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ﴾ [الأعراف: 3].
أحمده وأشكره وأستعينه وأستغفره، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أمرنا بالتمسُّك بسنَّته، وسنَّة خلفائه، ونهانا عن
محدثات الأمور، وأخبرنا أنها بدعة وضلالة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وكل من
تمسَّك بسنَّته إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأحبوا الله من كل قلوبكم فإن محبة الله
تعالى هي أصل الدين وأساس العبادة، وعلامة الإيمان الصادق، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ
أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ﴾ [البقرة: 165].
ومحبة الله مع الذل والخضوع له هما القطبان اللذان يدور عليهما فلك العبادة؛ وذلك لأن النفوس جُبِلت على حبِّ مَن أحسن إليها، ولا شك أن المحسن المُطلَق الذي ما بالعباد نعمة إلا وهي منه هو الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ﴾ [النحل: 53]. فلا يجلب النعم ولا يدفع النقم إلا هو وحده لا شريك له ﴿وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦ﴾ [يونس: 107].
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد