×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

ومحبة الله تعالى لها علامات أعظمها اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعته. كما قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [آل عمران: 31]. ومن علامات محبة الله: الرحمة بالمؤمنين والغلظة على الكافرين، والجهاد لأعداء الدين. مع عدم المبالاة بلوم اللائمين. قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ [المائدة: 54]. ومن علامات محبة الله تعالى محبة ما يحبّه الله تعالى وبغض ما يبغضه الله، والله تعالى يحبّ المحسنين والمتقين والمتطهرين، ويبغض الكافرين والمنافقين، فيجب على المؤمن محبة مَن يحبهم الله وبغض مَن يبغضهم الله.

والله تعالى يحب الطاعة والأعمال الصالحة، ويكره الكفر والفسوق والعصيان، فيجب على المؤمن أن يحب ما يحبه الله ويكره ما يكرهه الله من تلك الأعمال.

ومن علامات محبة الله تعالى تقديم ما يحبه الله على ما تحبه النفس إذا كان ما تحبه النفس معارضًا لما يحبه الله تعالى، كما قال الله تعالى: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24].

فتوعَّد سبحانه من قدّم ما تحبه نفسه من هذه الأمور الثمانية على ما يحبه الله من الهجرة والجهاد ووصفه الفسق، وذلك يقتضي وجوب تقديم ما يحبه الله على ما تحبه النفس إذا تعارض المحبوبان، وبعد محبة الله تعالى تجب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من محبة النفس والمال


الشرح