×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

والولد، قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ([1]) ومن علامات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم محبة سنَّته والتمسك بها وتقديمها على قول كل أحد من الناس، وعلى كل مذهب، قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحشر: 7]، وقال تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ [النساء: 80]. وقال تعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63].

ومن علامات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ترك ما نهى عنه من البدع والخرافات والمخالفات كما قال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]) وقال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([3]) أي مردود عليه.

ومن البدع المخالفة للسنة ما يفعله بعض مَن يَدَّعو محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول من الاحتفالات بمناسبة مولده وربما يسمّون ذلك الاحتفال عيد المولد تقليدًا للنصارى في احتفالهم بمولد المسيح عليه السلام، مع أنه نهانا عن ذلك، فقال: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ» ([4]) ونهانا عن التشبه بهم فقال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([5]). وإنما كررنا الخطابة في هذا الموضوع؛ لأن المبتدِعة كررَّوا الدفاع عن إقامة المولد. وروَّجوا الشبه لتبريره. فكرَّرنا التحذير منه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (14)، ومسلم رقم (44).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (3261).

([5])  أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، والبيهقي في « الشعب » رقم (1199).