· فهذا
الاحتفال الذي أحدثوه بمناسبة مولد الرسول ممنوع ومردود من عدة وجوه:
أولاً: أنه لم يكن من سنة
الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سُنَّة خلفائه. وما كان كذلك فهو من البدع
الممنوعة لقوله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا،
وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ
فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]).
والاحتفال بالمولد
محدَث أحدثه الشيعة الفاطميون بعد القرون المفضلة لإفساد دين المسلمين. ومَن فعل
شيئًا يتقرب به إلى الله لم يفعله الرسول ولم يأمر به ولم يفعله خلفاؤه من بعده
فقد اتهم الرسول بأنه لم يبيّن للناس دينهم. وهو مكذوب لقوله تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ
لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3]. لأنه جاء بزيادة يزعم أنها من الدين ولم
يأت بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: في الاحتفال بذكرى
المولد تشبه بالنصارى؛ لأنهم يحتفلون بذكرى مولد المسيح عليه السلام. والتشبّه بهم
محرم أشد التحريم ففي الحديث النهي عن التشبّه بالكفار، والأمر بمخالفتهم فقد قال
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([2])، وقال: «خَالِفُوا
الْمُشْرِكِينَ» ([3]) ولا سيما فيما هو
من شعائر دينهم.
ثالثًا: أن الاحتفال بذكرى مولد الرسول مع كونه بدعة وتشبهًا بالنصارى. وكل منهما محرم فهو كذلك وسيلة إلى الغلوِّ والمبالغة في
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد