×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى، وَلاَ تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا: وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ» »([1]).

وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تذكُّر الموت وتقصير الأمل فقال: «أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ - يَعْنِي الْمَوْتَ» »([2]) رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ وفي رواية: يَبِيتُ ثَلاَثَ لَيَالٍ، إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ» »([3]). عند الموت يُختَم العمل ولا تُقبل التوبة. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» »([4]).

وعند الموت يتكشف للإنسان خطأه وصوابه وتتضح له عاقبته. فالمؤمنون عند الموت ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠ نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ٣١ نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ ٣ [فصلت: 30- 32].

والكافر يتألم ويعذب عند الموت كما قال تعالى: ﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ ٥٠ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ٥١ [الأنفال: 50، 51]، وقال تعالى: ﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1353)، ومسلم رقم (1032).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2460)، والطبراني في « الأوسط » رقم (691).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (1627).

([4])  أخرجه: أحمد رقم (6160)، وأبو يعلى رقم (5609)، وعبد بن حميد رقم (847).