كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ
ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ﴾ [الأنعام: 93]. وعند ذلك يتمنى الرجوع إلى الدنيا ليصلح
ما أفسد ويستدرك ما ضيَّع فلا يُمكَّن من الرجوع، قال تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ
ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّيٓ
أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ
وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ
١٠٠﴾ [المؤمنون: 99، 100]. إن الموت لا تمنع منه حصونٌ ولا
تدفعه جنودٌ، ولا يقبل فِدية، ولا يتأخَّر عن موعده، يأخذ الغني والفقير، والكبير
والصغير، والشريف والحقير، بأخذ المؤمن والكافر، والتقي والفاجر. يأخذ المالك
والمملوك، والملك والصعلوك ويسوي بينهم في القبور. بعد عالي القصور ﴿إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ
فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾ [لقمان: 23]. ﴿وَرُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ
مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۖ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ﴾ [يونس: 30].
وبعد الموت مواجهة القبر وأهواله، فهو أول منزلٍ من منازل الآخرة، وهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرةٌ من حفر النار، يوسع للمؤمن مدَّ البصر، ويضيق على الكافر حتى تختلف أضلاعه ويتحسَّر. وقد ثبت عذاب القبر بالسنَّة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ففي صحيح مسلمٍ والسنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ التَّشَهُّدِ الأَْخِيرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» »([1]) ولعذاب القبر أسبابٌ. كما في الصحيحين عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1311)، ومسلم رقم (588) واللفظ له.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد