أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي
بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الآْخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ» »([1]) وعذاب القبر يكون
للكافر والمؤمن.
فالكافر يعذَّب
لكفره، والمؤمن يعذَّب لمعصيته، وعذاب القبر هو عذاب البرزخ فكل من مات وهو مستحقّ
للعذاب ناله نصيبه منه قُبِرَ أو لم يُقبَر، أكلته السباع أو احترق حتى صار رمادًا
ونُسِفَ في الهواء أو صُلِبَ أو غرق في البحر، فإنه يصل إلى بدنه وروحه من العذاب
ما يصل إلى القبور، وعذاب القبر من أمور الآخرة نؤمن به ولا نعلم كيفيته..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً وسؤال الملكين. فيجب اعتقاد ذلك والإيمان به ولا نتكلم في كيفيته؛ إذ ليس للعقل وقوفٌ على كيفيته لكونه لا عهد له به في هذه الدار؛ فإن عود الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا. إلى أن قال: فإذا تأملت ذلك حقَّ التأمل ظهر لك أن كون القبر روضةً من رياض الجنة أو حفرةً من حفر النار مطابق للعقل، وأنه حقٌّ لا مِرية فيه، وبذلك يتميز المؤمنون بالغيب من غيرهم، ويجب أن يُعلَمَ أن النار التي في القبر والنعيم ليس من جنس نار الدنيا ولا نعيمها، وإن كان الله تعالى يحمي عليها التراب والحجارة التي فوقه والتي تحته حتى تكون أعظم حرًا من نار الدنيا ولو مسها أهل الدنيا لم يحسوا بها، بل أعجب من هذا أن الرجلين يُدفَن أحدهما إلى جنب صاحبه، وهذا في حفرةٍ من حفر النار، وهذا في روضةٍ من رياض الجنة. ولا يصل من هذا إلى
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1312)، ومسلم رقم (292).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد