جاره شيءٌ من حَرِّ
ناره ولا من هذا إلى جاره شيءٌ من نعيمه. وقدرة الله أوسع من ذلك وأعجب، ولكن
النفوس مولعةٌ بتكذيب ما لم تُحِط به علمًا.
وقد أرانا الله في
هذه الدار من عجائب قدرته ما هو أبلغ من ذلك بكثير، وإذا شاء أن يُطلِع بعض عباده
على شيءٍ من ذلك أطلعه وغَيَّبه عن غيره، فلو أطلع الله العباد كلهم على ذلك لزالت
حكمة التكليف والإيمان بالغيب، ولما تدافن الناس: كما في الصحيح عنه صلى الله عليه
وسلم: «لَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ من
عَذَابِ الْقَبْرِ ما أَسْمَع» »([1])....
عباد الله: وبعد القبر ما هو
أشد منه وأبقى. وهو قيام الساعة والبعث من القبور والحشر والحساب، ذلك اليوم الذي
تذهل فيه كل مرضعةٍ عما أرضعت. وتضع كل ذاتِ حملٍ حملها وترى الناس سكارى، وما هم
بسكارى ولكن عذاب الله شديدٌ. يوم تذوب فيه الجبال وتكون كثيبًا مهيلاً وتُسيَّر
فتكون سرابًا، ويشيب فيه الولدان وتشخص فيه الأبصار ﴿يَوۡمَ
يَدۡعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيۡءٖ نُّكُرٍ﴾ [القمر: 6]، ﴿خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ
يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ ٧ مُّهۡطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِۖ يَقُولُ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا
يَوۡمٌ عَسِرٞ ٨﴾ [القمر: 7، 8].
يقفون في صعيدٍ واحدٍ، وتدنو منهم الشمس حتى تكون قدر ميلٍ أو ميلين. فيصهرهم حرُّها ويعرقون على قدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه العرق إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجامًا، وهذا الوقوف للحساب فيحاسبون على أعمالهم فمنهم من يكون حسابه عسيرًا، ومنهم من يكون حسابه يسيرًا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2867).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد