×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

ويُعطَون صحائف أعمالهم. فمنهم من يُعطَى كتابه بيمينه، ومنهم من يُعطَى كتابه بشماله. ومن وراء ظهره، وتُوزن أعمالهم فتوضع حسنات العبد في كفة الميزان وسيئاته في الكفة الأخرى؛ فإن رجحت حسناته فاز وأفلح، وإن رجحت سيئاته خاب وخسر. قال الله تعالى: ﴿وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٨ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ ٩ [الأعراف: 8- 9].

ثم لا بد من المرور على الصراط وهو: جسرٌ ممدودٌ على متن جهنم يَرِده الأولون والآخرون. كما قال تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا ٧ [مريم: 71، 72].

قال ابن كثير عن ابن مسعود قال: «يَرِد الناسُ جميعًا الصراط وورودهم قيامهم حول النار. ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم فمنهم من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر مثل الريح، ومنهم من يمر مثل الطير، ومنهم من يمر كأجود الخيل، ومنهم من يمر كأجود الإبل، ومنهم من يمر كعدو الرجل، حتى إن آخرهم مرًا رجلٌ نوره على موضع إبهامي قدميه، يمر فيتكفأ به الصراط، والصراط دحض مزلةٍ. عليه حسك كحسك القتاد. حافتاه ملائكةٌ معهم كلابيب من نارٍ يختطفون بها الناس»..

وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ [مريم: 72] أي إذا مر الخلائق كلهم على النار وسقط من سقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي بحسبهم نجَّى الله تعالى المؤمنين المتقين منها بحسب أعمالهم،


الشرح