وقد ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم تفسير الزيادة المذكورة في هذه الآية الكريمة
بأنها النظر إلى وجه الله الكريم في الجنة.
قال ابن رجب رحمه
الله: وهذا مناسب لجعله جزاء لأهل الإحسان؛ لأن الإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في
الدنيا على وجه المراقبة لله وحضور القلب كأنه يراه وينظر إليه، فكان جزاء ذلك
النظر إلى وجه الله عيانًا في الآخرة، وعكس هذا ما أخبر الله به عن الكفار في
الآخرة بقوله: ﴿كَلَّآ
إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15].
فإن ذلك جزاء لحالهم في الدنيا لما تراكم من الذنوب على قلوبهم فحجبهم عن معرفة
الله ومراقبته في الدنيا فكان جزاؤهم أن حُجِبوا عن رؤية الله في الآخرة.
عباد الله: والإحسان ضد
الإساءة، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ
مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَٰٓـُٔواْ
بِمَا عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ بِٱلۡحُسۡنَى﴾ [النجم: 31].
وهو أنواع كثيرة
منها ما يكون في عبادة العبد «لربه» ([1]) كما بينه الرسول
صلى الله عليه وسلم لما قال له جبريل عليه السلام: أخبرني عن الإحسان، قال: «الإِْحْسَانُ
أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ
يَرَاكَ» ([2]).
ومعناه أن يعبد ربه مستحضرًا لقربه منه واطلاعه عليه وأنه بين يديه كأنه يراه، وذلك يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم ويوجب أيضًا إخلاص العبادة لله وتحسينها وإكمالها ومن بلغ هذه المرتبة فقد بلغ أعلى مراتب الدين.
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف، والموقع.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد