ويستعبدونهم من
أجلها. إنه يجب على المسلمين أن يستعيدوا مركزهم ويعدوا العدة لعدوهم، فينشئوا
المصانع ويستفيدوا من خبرات الآخرين ويستغلوا ما في الأرض من خيرات لصالح الإسلام
والمسلمين، وليس هذا تقليدًا للكفار وإنما هو عمل بما تأمر به شريعتنا، ولكن مع
الأسف المسلمون اليوم يستهلكون ولا ينتجون، صاروا عالةً على غيرهم، وصاروا يقلدون
الكفار لا في الإنتاج والتصنيع، وإنما في القشور والتوافه يستوردون الأفكار
السخيفة والعادات السيئة التي تزيدهم ضعفًا إلى ضعفهم.
إن الإسلام لا
يمنعنا من استيراد الخبرات النافعة وشراء الأسلحة والمنتجات المفيدة، وإن كان
الأَولى والواجب علينا أن ننتج ولا نستورد، ولكن الإسلام إنما يحرم علينا استيراد
العادات والتقاليد الفاسدة ويحرم علينا التشبه بالكفار في عاداتهم وعباداتهم وما
هو من خصائصهم، ويوجب علينا أن نعتز بديننا ونستقل بشخصيتنا الإسلامية؛ لأننا حملة
دعوة، ومحل قدوة، وأصحاب عقيدة وعلينا مسئولية.
فاتقوا الله عباد الله... واعلموا أن خير الحديث كتاب الله... الخ.
******
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد