ومن ثمرات الإيمان
بالقضاء والقدر أنه يدفع الإنسان إلى العمل والإنتاج والقوة والشهامة والشجاعة،
فالمجاهد في سبيل الله يمضي في جهاده ولا يهاب الموت؛ لأنه يعلم أن الموت لا بد
منه وأن المقدَّر لا بد أن يقع وأن الأجل لا يؤخَّر ولا يمنع منه حصونٌ ولا جنودٌ،
كما قال تعالى: ﴿أَيۡنَمَا
تَكُونُواْ يُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِي بُرُوجٖ مُّشَيَّدَةٖۗ﴾ [النساء: 78]، وقال
تعالى: ﴿قُل لَّن
يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَا﴾ [التوبة: 51].
فحينما يستشعر
المجاهد في نفسه هذه الدفعات القوية من الإيمان بالقضاء والقدر يمضي في جهاده حتى
يتحقق له النصر على الأعداء وتتوفر القوة للإسلام والمسلمين، وكذلك الإيمان
بالقضاء والقدر يوفر الإنتاج والثراء للفرد والجماعة. لأن المؤمن إذا علم أن الناس
لا يضرونه إلا بشيٍ قد كتبه الله عليه، ولا ينفعونه إلا بشيءٍ قد كتبه الله له،
فإنه لن يتواكل ولا يهاب المخلوقين ولا يعتمد عليهم... وإنما يتوكل على الله ويمضي
في طريق الكسب وطلب الرزق، وإذا أصيب أو لم يتوفر له مطلوبه فإن ذلك لا يثنيه عن
مواصلة الجهود ولا يقطع منه باب الأمل ولا يقول: لو أني فعلت كذا لكان كذا أو كذا،
وإنما يقول: «قدَّر الله وما شاء فعل» ويحاسب نفسه ويصحح خطأه، وبهذا يقوم كيان
المجتمع وتنتظم مصالحه.
ومن ثمرات الإيمان بالقدر، تعظيم العبد لربه، وخوفه منه ورغبته فيما عنده وتعلقه به دائمًا؛ لأنه يعلم أن الأمور بيد الله - ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن... فلا يلتفت إلى غيره ولا يذل ولا يهن للمخلوقين لأنه يعلم أنه لا يأتي بالحسنات إلا الله، فلا يخاف من مخلوقٍ، ولا يعتمد إلا على ربه...
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد