ثم أتى على قوم تُقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض
من حديد كلما قُرضت عادت كما كانت لا يُفَتّر عنهم من ذلك شيء، فقال: ما هذا يا
جبريل؟ فقال: هؤلاء خطباء الفتنة، ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم فجعل
الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع، فقال: ما هذا يا جبريل: فقال: هذا
الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها.
وأتى صلى الله عليه
وسلم على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيّات تأتي من خارج بطونهم، فقلت: «من
هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا...» الحديث ([1]). رواه ابن جرير
بسنده عن أبي هريرة.
عباد الله: إنَّ النبي صلى الله
عليه وسلم رأى هؤلاء المجرمين يعذّبون بجرائمهم وأخبر عن ذلك تحذيرًا للأمة من
ارتكاب هذه الجرائم الشنيعة. ومنها التكاسل عن أداء الصلاة المكتوبة في وقتها «مع
الجماعة» ([2])، «وقد كثر ارتكاب
هذه الجريمة، فتكاسل كثير من الناس» ([3]) «تحذيرًا للأمة من
ارتكاب هذه الجرائم الشنيعة» ([4]). ومنها التكاسل عن
أداء الصلوات، «فالواجب عليهم التوبة إلى الله والمحافظة على الصلوات» ([5]). قبل أن يواجهوا
هذا المصير المؤلم.
ومنها منع الزكاة وهي قرينة الصلاة والوعيد على منعها شديد، فالواجب على أصحاب الأموال إخراج زكاتها كما أمر الله بذلك.
([1]) أخرجه: ابن جرير الطبري في « تفسيره » (17/337).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد