وكما أنه يشرع
السلام عند القدوم وبداية الجلوس فإنه يشرع عند القيام والمفارقة للمجلس. فعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا انْتَهَى
أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ
فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَتِ الأُْولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآْخِرَةِ» ([1]).
والسنة أن يسلم
الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير،
وكيفية السلام أن يقول المبتدئ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويقول المجيب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذه أكمل صيغة، وإذا اقتصر المبتدئ على قول:
السلام عليكم، فرد عليه بقوله: «وعليكم السلام». فهذا مجزئ والأحسن أن يزيد في
الرد قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم
بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ﴾ [النساء: 86]، قال
ابن كثير رحمه الله: أي إذا سلَّم عليكم المُسَلِّم فردوا عليه أفضل مما سلم، أو
ردوا عليه بمثل ما سلَّم، فالزيادة مندوبة والمماثلة مفروضة، أي أن الابتداء
بالسلام مستحب ورده واجب ويكون بلفظ السلام لا بلفظ آخر.
فما يعتاده بعض الناس من استبدال لفظ السلام بقولهم: صباح الخير أو صباح النور أو غير ذلك من الألفاظ هذا ليس بسلام، وكذلك لا بد أن يتلفظ بالسلام ولا يكتفي بالإشارة باليد أو الرأس. فقد جاء النهي عن ذلك في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلاَ بِالنَّصَارَى، فَإِنَّ تَسْلِيمَ الْيَهُودِ الإِْشَارَةُ بِالأَْصَابِعِ، وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الإِْشَارَةُ بِالأَْكُفِّ» ([2]) رواه الترمذي وله شواهد.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5208)، والترمذي رقم (2706)، وأحمد رقم (7142).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد