الخوف الملازم، والعذاب الدائم، كما قال تعالى
عن الكفار: ﴿لَّهُمۡ عَذَابٞ
فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَشَقُّۖ وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ
مِن وَاقٖ﴾ [الرعد: 34]، وقال تعالى: ﴿وَأَنَّهُۥ
كَانَ رِجَالٞ مِّنَ ٱلۡإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٖ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ
رَهَقٗا﴾ [الجن: 6].
فأخبر سبحانه أن
الذي يستعيذ بغير الله ذلك يزيده خوفًا وهلعًا؛ لأن الاستعاذة بغير الله شركٌ،
وواقع الناس اليوم خير شاهد لذلك؛ فإن دول الكفر عمومًا، وكذلك المرتدُّون الذين
ابتعدوا عن الإسلام من العرب وحكموا شعوبهم بغير ما أنزل الله، وعطَّلوا حدود
الله، وسمحوا بمزاولة الشرك الأكبر حول الأضرحة في بلادهم ما زالوا في خوفٍ،
وقلقٍ، واضطراب، وثورات متتابعة كما تسمعون من أخبارهم صباحًا ومساءً، ولا خلاص
لهم من ذلك إلا بالرجوع إلى الإسلام رجوعًا صحيحًا لا رجوعًا جزئيًّا كما يطالب
بذلك بعض الفئات التي تطالب بتطبيق الحدود فقط ولا تطالب بإزالة مظاهر الشرك
أولاً، والرجوع إلى العقيدة الصحيحة التي هي أساس الشريعة، ورأس الإسلام، والتي هي
بداية دعوة الرسل، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
نسأل الله أن يصلح
أحوال المسلمين بالاستقامة على الدين، والرجوع إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه
جماعة المسلمين؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه
وسلم... إلخ.
******
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد