ثالثًا: ومن أسباب الطلاق
ما تبثه وسائل الإعلام من التمثيليات التي تصور مشاكل مُفتَعلة حول تعدد الزوجات
وتزويج كبير السن من الصغيرة وتزويج المتعلمات من غير المتعلمين، فمن سمع أو رأى
أو قرأ تلك التمثيليات من النساء وهن ناقصات الدين والعقل زهدت إحداهن في زوجها
الذي ترى أن هذه التمثيلية تنطبق عليه، ولا شك أن هذا العمل الذي تقوم به وسائل
الإعلام يكون من التخبيب الذي حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوعد من فعله،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ
مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا» ([1]) رواه أبو داود
والنسائي وابن حبان في صحيحه، ويدخل في التخبيب من باب أولى مَن سبَّ رجلاً عند
زوجته حتى زهدها فيه، ومن أعظم أسباب الطلاق في وقتنا الحاضر ما يوجد في كثيرٍ من
البيوت من أفلام الفيديو التي تُعرَض فيها الصور الفاتنة والمشاهد التي تثير
الغرائز وتزهد الزوج بزوجته حينما يُعرَض في هذه الأفلام فتاةٌ جميلةٌ أحسن من
زوجته. وقد تشاهد فيها المرأة شابًا جميلاً يزهدها في زوجها، ومن أسباب الطلاق سفر
بعض الأزواج إلى الخارج ومشاهدته للمشاهد الفاتنة من النساء الفاتنات والمتبرجات
فيتعلق قلبه بتلك المشاهد ويعود زاهدًا في زوجته منصرفًا قلبه إلى غيرها مما يؤول
به إلى طلاقها، فيجب على المسلمين تجنب هذه الأسباب وغيرها مما يتخذه الشيطان
سلاحًا للتفريق بين الزوجين وتشتيت الأسرة.
ومن أسباب وقوع الطلاق ما ظهر في هذه الأوقات من دعاياتٍ مغرضةٍ تقول بأن المرأة في المجتمعات الإسلامية مظلومةٌ ولا تنال
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2175)، وابن حبان رقم (7827).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد