«لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ» »([1]) تقوية لنفس المريض
والطبيب وحثٌّ على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه... انتهى.
وفي عصرنا هذا تطور
الطب وعُثِرَ على كثيرٍ من الأدوية النافعة المباحة، وأعظم منها وأنفع العلاج
بالرقية من القرآن الكريم الذي جعله الله شفاء ورحمة للمؤمنين من الأمراض الحسية
والمعنوية، وكذلك العلاج بالأدعية الشرعية النبوية، أما المحرمات فإن الله لم يجعل
فيها شفاءً كما قال عبد الله بنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «إِنَّ اللهَ لَمْ
يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ» »([2]).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: المعالجة بالمحرمات قبيحةٌ عقلاً وشرعًا، أما الشرع فلما ذكرنا من هذه الأحاديث وغيرها، وأما العقل فهو أن الله سبحانه إنما حرم ما حرم لخبثه، فإنه لم يحرم على هذه الأمة طيبًا عقوبةً لها كما حرم على بني إسرائيل بقوله: ﴿فَبِظُلۡمٖ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ﴾ [النساء: 160]. وإنما حرم على هذه الأمة ما حرم لخبثه، وتحريمه له حَميَّةً لهم وصيانةً عن تناوله فلا يناسب أن يُطلَب به الشفاء من الأسقام والعلل، فإنه وإن أثر في إزالتها لكنه يعقب سقمًا أعظم منه في القلب بقوة الخبث الذي فيه فيكون المتداوي به سعى في إزالة سقم البدن بسقم القلب، وأيضًا فإن تحريمه يقتضي تجنبه والبعد عنه بكل طريقٍ، وفي اتخاذه دواءً حضٌّ على الترغيب فيه وملابسته، وهذا ضد مقصود الشارع. وأيضًا فإنه داء كما نص عليه صاحب الشريعة فلا يجوز أن يُتخذ دواء.. قلت: وهذا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد