وأنكروا عليهم وضايقوهم وأبغضوهم في الله
واتخذوهم أعداء، ولا تآكلوهم، ولا تجالسوهم ولا يدخلوا بيوتكم وعادوهم وقاطعوهم
لأنهم أعداءٌ لله ولرسوله، والله تعالى يقول لكم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي
وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ﴾ [الممتحنة: 1]، ويقول سبحانه: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ
أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ﴾ [المجادلة: 22].
وأما من يصلي في
بيته ويترك صلاة الجماعة أو يؤخِّر الصلاة عن مواقيتها، فهذا مُتَّصف بصفات
المنافقين، وتاركٌ لواجب عظيم من واجبات الدين، وقد توعده الله بالويل وأنه سيلقى غيًّا
والويل والغي واديان في جهنم. قال تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ
٥﴾ [الماعون: 4، 5]، وقال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ
ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا
٥٩إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡٔٗا ٦٠﴾ [مريم: 59- 60]، وقد جاء تفسير السهو عن الصلاة،
وتضييعها بأنهما أخرجاها عن وقتها. كما جاء الوعيد الشديد في حقِّ الذي يتخلف عن
الصلاة مع الجماعة في المسجد من غير عذر وأن ذلك من صفات المنافقين. فاتقوا الله
في أنفسكم وفي أولادكم ومن حولكم وحافظوا على صلاة الجماعة في المساجد وأَلْزِموا
بها من تحت ولايتكم ومَن يسكن معكم في بيوتكم أو يجاوركم ومُروا بالمعروف، وانهوا
عن المنكر لتكونوا من خير أمة. قال تعالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ
بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: 110].
اعلموا أن خير الحديث كتاب الله...إلخ.
******
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد