×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

ويزكُّون أموالهم بإخراج ما فيها من الحقوق والواجبات، ويزكُّونها بمنع دخول المكاسب الخبيثة. وقوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٧ [المؤمنون: 5- 7] أي حفظوا فروجهم من الاستمتاع المحرم فلا يقعون فيما حرَّم الله من زنا ولواط واقتصروا على ما أباح الله لهم من الاستمتاع بزوجاتهم ومملوكاتهم، وابتعدوا عن كل أسباب الجرائم الخلقية فغضوا أبصارهم عن النظر الحرام، واحتشموا باللباس الساتر للعورات وعزلوا النساء عن الاختلاط بالرجال وعن خلوتهن وسفرهن مع غير المحارم، وعن النظر إلى الأفلام الخليعة والمشاهد المثيرة. ثم بيَّن سبحانه أن من لم يكتفِ بما أحل الله من الاستمتاع بزوجته وسُرِّيَّته بل تطلع إلى الاستمتاع بالحرام، أو باشر الفحش والإجرام، فهو العادي الذي يستحق من الله العقوبة والانتقام. فقال تعالى: ﴿فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ [المؤمنون: 7].

وقد استدل العلماء بهذه الآيات الكريمة على تحريم الاستمناء باليد وهو ما يسمى بالعادة السرية؛ لأنه استمتاع بغير الزوجة والمملوكة فيدخل في قوله تعالى: ﴿فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ [المؤمنون: 7] وهو استدلال صحيح وحق صريح، مع ما في الاستمناء باليد من المضار الصحية التي بينها الأطباء، ومن أخطرها تأثر الجهاز التناسلي، والإصابة بالخبل واختلال العقل والأعصاب، وقوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ [المؤمنون: 8].

الأمانات: جمع أمانة وهو كل ما استحفظ عليه الإنسان من واجبات دينية، وحقوق مالية، وأعمال سرية، وولايات سلطانية،


الشرح