وودائع ورعاية على
قصار، وغير ذلك، فيجب على وليِّ الأمر إسناد الولايات إلى من يحسن القيام بها،
ويجب على الموظفين والحكام الحكم بما أنزل الله بين الناس، والقيام بأعمالهم
الوظيفية على وجه التمام، ويجب على كل من عنده لأخيه وديعة أو سر من الأسرار
المحافظة على ذلك، وأداؤه إلى من ائتمنه. كما أمر الله بذلك حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ
أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا﴾ [النساء: 58] وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «أَدِّ الأَْمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلاَ
تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» ([1]).
فرعاية الأمانة تعني
حفظها وأداءها إلى صاحبها بالوفاء والتمام، والعهد هو الميثاق الذي يبرم بين العبد
وبين ربه، وبينه وبين ولي الأمر، وبينه وبين سائر الناس، فتجب رعاية العهد بالوفاء
به ويحرم نكثه والغدر به، قال تعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ﴾ [النحل: 91].
وقوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ﴾ [المعارج: 34] ختم سبحانه الآيات بما ابتدأها به في شأن الصلاة، مما يدل على أهمية الصلاة، ومعنى المحافظة على الصلاة: أداؤها على الوجه الذي أمر به الله أن تؤدى عليه من كمال الطهارة واستكمال شروطها وأركانها وواجباتها وفي أوقاتها المحددة وفي الأمكنة التي أمر الله بأدائها فيها وهي المساجد مع جماعة المسلمين، فمن أخلَّ بشيء من هذه الأحكام من غير عذر شرعي لم يكن محافظًا على الصلاة، بل كان من المضيعين لها الذين قال الله فيهم: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59] ومن الذين قال الله فيهم: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون:4، 5].
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3534)، والترمذي رقم (1264)، وأحمد رقم (15424).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد