فانظر كيف سمَّاهم
مصلِّين وتوعدهم مع ذلك بالويل لأنهم لم يصلوا على الوجه المشروع، ثم ختم الله
سبحانه هذه الآيات الكريمة ببيان جزاء من اتصفوا بهذه الصفات الإيمانية المذكورة
فيها فقال: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١﴾ [المؤمنون: 10 - 11]. وقد صحَّ في الحديث عن النبي صلى
الله عليه وسلم: «أَنَّ الْفِرْدَوْسَ هُوَ أَعْلَى الْجَنَّةِ، وَوَسَطَ
الْجَنَّةِ، وَسَقْفُهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ
الْجَنَّةِ» ([1]) فهو أَحسن مكان في الجنة، ثم بيَّن سبحانه أن
مقامهم في هذا الفردوس دائم مستمر فلا يخافون من زواله وانتقاله إلى غيرهم، ولا
يخافون من زوالهم عنه وإخراجهم منه.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم بمنِّه وكرمه.
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...
******
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7423).
الصفحة 6 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد