×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 شهرةً وخيلاءً، ويُمدَح إذا كان تواضعًا واستكانةً، كما أن لبس الرفيع من الثياب يُذَم إذا كان تكبرًا وخيلاءً، ويُمدَح إذا كان تجملاً وإظهارًا لنعمة الله، وفي صحيح مسلمٍ عن ابن مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلاَ يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ»، فقال رجلٌ: يا رسول الله: إني أحب أن يكون ثوبي حسنًا ونعلي حسنةً، أفمن الكبر ذلك؟ فقال: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» ([1]) وبطر الحق: دفعه، وغمط الناس: تنقُّصُهُم.

عباد الله: إن الشيطان تلاعب ببني آدم في شأن اللباس فأوقعهم في المتناقضات المخالفة لشرع الله، فطائفةٌ زين لهم التعري باسم المدنية والحضارة، كما زين للمشركين الطواف بالبيت وهم عراة. وأن ذلك عبادةٌ يؤجرون عليها، وأن الله أمرهم بذلك كما قال الله عنهم: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ [الأعراف: 28].

فرد الله عليهم وأخبر أن كشف العورة فاحشة يُنزَّه الله عن الأمر بها وتشريعها للناس، وطائفةٌ من الناس زين لهم الشيطان كشف عوراتهم عند الألعاب الرياضية والمباريات - واعتبروه فنًّا من الفنون، فصاروا يكشفون أفخاذهم ولا يغطون إلى العورة المغلظة، كما عليه كثيرٌ من الفرق الرياضية من كشف عوراتهم أمام المشاهدين، وتُؤخذ لهم صورٌ سيئةٌ تُنشَر في الجرائد والمجلات وتُبث في التلفاز ليشاهدها من لم يحضرها.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (91).