محمد خاتم النبيِّين: ﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ ٩٨ وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ٩٩﴾ [الحجر: 98، 99]، وقال له: ﴿ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُود ا ٧٨ وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا ٧﴾ [الإسراء: 78، 79]، وقال له: ﴿وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ﴾ [طه: 132]، وقد فرض الله على هذه الأمة خمس صلوات في اليوم والليلة في أوقات مناسبة لا تعطلهم عن مصالحهم، بل تعينهم عليها؛ ليكرروا الاتصال به سبحانه، والوقوف بين يديه فيقبل عليهم بوجهه الكريم. ويسمع دعاءهم ويستجيب نداءهم ويغفر ذنوبهم ويرفع درجاتهم، وقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلوات الخمس بالنهر الجاري على باب المسلم يغتسل منه في اليوم والليلة خمس مرات فيستمر نظيفًا ليس عليه أوساخٌ، فكذلك الصلوات الخمس تطهِّر العبد من الذنوب، وتستمر له هذه الطهارة ما دام محافظًا على الصلاة. وأوَّلها صلاة الفجر يفتتح بها العبد يومه وتكون حرزًا له من الشيطان وعونًا له في طلب الخيرات ينطلق العبد بعد صلاة الفجر في أعماله الدنيوية نشيطًا طيب النفس وإذا ارتكب بعض الأخطاء في أثناء عمله في النهار، واكتسب شيئًا من الذنوب جاءت صلاة الظهر وصلاة العصر؛ فمحى الله بهما ما حصل منه وكفَّر بهما سيئاته. ثم تأتي صلاة المغرب، وهي وتر النهار يفتتح بها العبد ليلته ويكفِّر الله بها ما بينها وبين صلاة المغرب «العصر» ([1]) من السيئات ثم تأتي صلاة العشاء خاتمةً لعمله اليومي، ويكفِّر الله بها ما بينها، وبين صلاة المغرب من السيئات، ثم ينام العبد بعد صلاة العشاء، وقد غفر له فينام على هذه الحال الطيبة،
([1]) استبدال من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد