ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الحديث
بعد صلاة العشاء لينام على مغفرة الله له. قال الله تعالى﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ
ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ﴾ [هود: 114] وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ
الْكَبَائِرُ» ([1])ـ
فالصلوات الخمس إنما
يكفر الله بها ما وقع بينها من الذنوب الصغائر، أما الذنوب الكبائر، وهي ما ترتب
عليه حدٌّ في الدنيا أو وعيدٌ في الآخرة كأكل الربا، والكذب، والغش في المعاملات،
وشهادة الزور؛ فإنها لا تكفَّر إلا بالتوبة منها؛ فلا غنى بك -أيها المسلم- عن هذه
الصلوات الخمس، ولا يستقيم لك دينٌ إلا بها بل لا تعتبر مسلمًا إلا بإقامتها.
قال تعالى ﴿فَإِن تَابُواْ
وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ﴾ [التوبة: 11] ؛
فالذي لا يقيم الصلاة ليس أخًا لنا في الدين لأنه ليس من المسلمين.
وقال: «إِنَّ
بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ» ([2]) ولا سعادة، ولا
نجاة إلا بالمحافظة على الصلاة، وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٣ أُوْلَٰٓئِكَ فِي جَنَّٰتٖ
مُّكۡرَمُونَ ٣٥﴾ [المعارج: 34، 35]. ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلۡوَٰرِثُونَ ١ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ
ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ 1١﴾ [المؤمنون: 9- 11].
وإذا سُئِل أصحاب النار: ﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤2 قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤٣﴾ [المدثر: 42، 43] أي الذي سَبَّب لنا دخول النار هو ترك الصلاة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد