إذًا فالصلاة تتوقف عليها سعادة الدنيا والآخرة،
قال: «وَالصَّلاَةُ نُورٌ» ([1]) فهي للمؤمنين في
الدنيا نورٌ في قلوبهم، وبصائرهم، تشرق بها قلوبهم، وتستنير بصائرهم، ولهذا كانت
قرَّة عين المتقين. وخرَّج الطبراني من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: «مَنْ
تَوَضَّأَ فَأَبْلَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ فَأَتَمَّ
رُكُوعَهَا، وَسُجُودَهَا وَالْقِرَاءَةَ فِيهَا، قَالَتِ الصَّلاَةُ: حَفِظَكَ
اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي، ثُمَّ صُعِدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَلَهَا ضَوْءٌ
وَنُورٌ فَفُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى
اللهِ فَتَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا» ([2]) وهي في الآخرة نورٌ
للمؤمنين في ظلمات يوم القيامة على الصراط؛ فإن الأنوار تقسم لهم على حسب أعمالهم،
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
ذكر الصلاة فقال: «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا
وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ تَكُنْ لَهُ
نُورًا وَلاَ بُرْهَانًا وَلاَ نَجَاةً» ([3]). قال الإمام رحمه
الله: إنما حظُّهم من الإسلام على قدر حظِّهم من الصلاة، ورغبتهم في الإسلام على
قدر رغبتهم في الصلاة. فاعرف نفسك يا عبد الله، واحذر أن تلقى الله عز وجل، ولا
قدر للإسلام عندك؛ فإنَّ قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك.
عباد الله: واعلموا أن الذي فرض الصلاة، وجعلها عمود الإسلام، وثانية أركانه العظام قد أوجب لها الجماعة، وأمر ببناء
([1]) أخرجه: مسلم رقم (223).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد