قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ «فَأَنْكِحُوهُ» ([1]) إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَْرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ» ([2]). رواه الترمذي وحسنه، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بتزويج مَن كان مرضيَّ الدين والخلق، وهذا يدل على أن مَن كان فاسد الدين سيء الخلق لا يجوز تزويجه ففيه حثٌّ على اختيار الأزواج، واعتبار المؤهلات الشرعية، وكثير من الأولياء لا يعير هذا الجانب اهتمامًا عند تزويج مولّيته فلا يختار لها الرجل الذي أرشد إليه الرسول، وإنما يختار لها الرجل الذي يهواه هو ولو كان فاسدًا في دينه، سيئًا في خلقه لا مصلحة للمرأة من الزواج به، فكم سمعنا من مشاكل النساء اللاتي وقعن في سوء الاختيار، هذه تقول إنها بليت بزوج لا يصلي، وهذه تقول إن زوجها يشرب المسكرات ويتعاطى المخدرات، وهذه تقول إن زوجها أمرها بالسفور وإلقاء الحجاب، وهذه تقول إن زوجها يستمتع بها في غير ما أحل الله، فيجامعها في نهار رمضان أو يجامعها وهي حائض، أو في غير المحل الذي أباح الله، وهذه تقول إن زوجها لا يبيت عندها لأنه يسهر مع الفَسَقَة، والمسؤول عن ذلك هو وليّها الذي أساء الاختيار لها، وخان أمانته عليها، وهو المسؤول أيضًا عن فسادها وفساد ذريتها بسبب هذا الزواج الذي غشها به، وكما حثَّ الإسلام على اختيار الأزواج الصالحين حثَّ كذلك على اختيار الزوجات الصالحات، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد