ٱلۡعَظِيمِ﴾ [الحديد: 21].
والمسارعة والمسابقة تعنيان المبادرة إلى تحصيل شيء يفوت بالتأخر عن طلبه، ويندم
على فواته، لا سيما إذا كان الفائت شيئًا عظيمًا تتعلق به النفوس ولا شيء أعظم من
الجنة التي عَرْضها كعرض السماء والأرض. ومَن فاتته، فليس له بديلٌ عنها إلا
النار، فما أعظم الحسرة، وما أفدح الخسارة، ويا هول المصيبة! لقد وصف الله رسله
وصفوة خلقه ومَن اتبعهم بأنهم يسارعون في الخيرات. فقال تعالى: ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ
يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90].
وقال تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ﴾ [المؤمنون: 61].
وهؤلاء هم القدوة
لأنهم أصحاب العقول النّيرة، والبصائر التي تدرك العواقب، وتعرف المصالح، والمضار
بما أعطاهم الله من نور الإيمان، وفهم القرآن، ولما عرفوا قدر المطلوب، وقيمته،
وهو الجنة، وسرعة زوال الوقت، وفواته بادروا بالطلب قبل فوات الأوان، ومدحهم الله
وأثنى عليهم في محكم القرآن؛ ليكونوا قدوة صالحة لبني الإنسان.
إن الإنسان قد أُعطى
إمكانيات يستطيع بها المسارعة إلى الخيرات إذا استغلها لذلك أُعطي صحة في جسمه،
ووقتًا للعمل، وفراغًا له، وكل واحدةٍ من هذه الإمكانيات لها مضاد يبطلها إن لم
تُستغل قبل حصوله؛ فالصحة يَعْرِض لها المرض، والوقت ينقضي ويزول، والفراغ يُشغَل
بأمور أخرى، فالواجب على الإنسان استغلال هذه الطاقات بالخير، قبل أن تُعطّل
بالعوارض.
عباد الله: إن الشيطان يحرص على
تفويت الخير على ابن آدم ويحاول حبسه عنها ما استطاع؛ فإن استطاع منع ابن آدم من
فعل الخير
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد