واضحٌ؛ لأن زيارة
المسجد النبوي ليس لها وقتٌ محددٌ من السنة ولا ارتباطٌ لها بالحج أصلاً. فمن حج
ولم يزر المسجد النبوي فحجه تامٌّ وصحيحٌ.
ـ2- ومنها اعتقاد
بعضهم أن زيارة المسجد النبوي واجبةٌ. وهذا اعتقادٌ غير صحيحٍ. لأن زيارة المسجد
النبوي سنةٌ. فلو لم يزره طوال حياته فلا شيء عليه. ومن زاره بنيةٍ صالحةٍ حصل على
ثوابٍ عظيمٍ. ومن لم يزره فلا إثم عليه.
ـ3- ومنها أن بعض الزوار يعتبر زيارة مسجد الرسول «زيارةً للرسول أو» ([1]) زيارةً لقبر الرسول. وهذا خطأٌ في التسمية قد يكون مصحوبًا بخطأٍ في الاعتقاد. لأن أصل الزيارة التي يسافر من أجلها هي لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بقصد الصلاة فيه، وتدخل زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وزيارة غيره من قبور الصحابة وزيارة قبور الشهداء تدخل تبعًا لزيارة المسجد. ولا تقصد بالسفر أصالة. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن السفر الذي يقصد به التعبد في مكانٍ من الأمكنة إلا إلى المساجد الثلاثة. فلا يسافر لأجل زيارة قبور الأنبياء والأولياء ولا لأجل الصلاة في مسجدٍ من المساجد غير الثلاثة، وأما الأحاديث التي وردت في الحث على زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لمن حج البيت فكلها أحاديثُ لا يُحتَج بواحدٍ منها لأنها إما موضوعةٌ وإما ضعيفةٌ متناهية الضعف كما بيّن ذلك أئمة الحفاظ، لكن من زار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم استحب له زيارة قبره وزيارة غيره من القبور تبعًا لزيارة المسجد. وأخذًا من عموم مشروعية زيارة القبور بشرط أن تكون زيارةً شرعيةً يُقتَصَر فيها على السلام على
([1]) سقط من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد