وعبد الله بن عمرو
بن العاص، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وغيرهم من شباب الصحابة الذين نهلوا من
العلم النافع وحفظوا لهذه الأمة ميراث نبيها صلى الله عليه وسلم وبلغوه. وإلى
جانبهم القادة كخالد بن الوليد، والمثنى بن حارثة الشيباني، وغيرهم كلهم أمة واحدة
قاموا بأعباء واجبهم فأدوا دورًا كبيرًا تجاه دينهم وأمتهم ومجتمعهم لا تزال آثاره
باقية إلى اليوم وستبقى -بإذن الله- ما بقي الإسلام، وشباب هذا الوقت هم من ورثة
أولئك إذا ما أحسنوا لأنفسهم وعرفوا مكانتهم وتحملوا أمانتهم فهم ورثة أولئك
الشباب الأقدمين. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم
الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله «شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ» ([1]).
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يولي جانبًا من توجيهاته إلى الشباب فيقول صلى الله عليه وسلم لابن عباس: «يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؛ احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ» ([2]) ويقول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وهو رديفه على حمار: «يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟» ([3]) إلى آخر الحديث. ويقول صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة رَبِيبِهِ وهو طفل صغير لما أراد أن يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم وجالت يده في الصحفة أمسك النبي صلى الله عليه وسلم بيده وقال: «يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» ([4])
([1]) أخرجه: البخاري رقم (629)، ومسلم رقم (1031).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد