من الخطأ كما يزعم بعض الغلاة فيمن يسمونهم أولياء، وليس لهم تصرف في الكون ولا قدرة على جلب النفع ودفع الضر وشفاء المرضى وتفريج الكربات كما يزعم ذلك كثير من الخرافيين الذين يتعلقون بالأولياء ويعبدونهم من دون الله ويستغيثون بهم في الملمات، ويطلبون منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات ويتبركون بتربهم وأضرحتهم وينذرون لهم ويذبحون لهم القرابين، كما كان المشركون في الجاهلية يفعلون ذلك كما قال الله تعالى عنهم: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18] وقال تعالى عنهم: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3] وغير ذلك من الآيات، وليس كل من ادعيت له الولاية يكون وليًّا، إنما الولي من كان مؤمنًا تقيًّا، وهو فقير محتاج إلى ربه لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًّا ولا نفعًا، وأولياء الله تجب محبتهم واحترامهم بدون غلو فيهم وإفراط في حقهم، وذلك بأن يطلب منهم ما لا يطلب إلا من الله، وتحرم عداوتهم وتنقصهم وأذيتهم وقد توعد الله من فعل ذلك بقوله في هذا الحديث: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» يعني فقد أعلمته بأني محارب له حيث كان محاربًا لي بمعاداته أوليائي، وهذا منطبق بالدرجة الأولى على من عادى الصحابة وأبغضهم من الشيعة والمبتدعة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1]) وقال: «اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي، لاَ تَتَّخِذُوا أَصْحَابِي غَرَضًا، فَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3470)، ومسلم رقم (2540).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد