فَقَدْ آذَى اللهَ،
وَمَنْ آذَى اللهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ» ([1])خرَّجه الترمذي
وغيره. قال ابن دقيق رحمه الله: وولي الله تعالى هو الذي يتبع ما شرعه الله تعالى:
فليحذر الإنسان من إيذاء قلوب أولياء الله عز وجل. ومعنى المعاداة أن يتخذه
عدوًّا، ولا أرى المعنى إلا من عاداه لأجل ولاية الله، أما إذا كانت لأحوال تقتضي
نزاعًا بين وليين لله محاكمة أو خصومة راجعة إلى استخراج حق غامض فإن ذلك لا يدخل
في هذا الحديث، فإنه قد جرى بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما خصومة، وبين العباس
وعلي رضي الله عنهما، وبين كثير من الصحابة، وكلهم كانوا أولياء لله عز وجل،
انتهى.
ثم بيّن سبحانه وتعالى الأسباب التي بها تنال ولاية الله تعالى ويكون العبد بها وليًّا لله -أي محبوبًا له- فتحرم حينئذ معاداته فقال: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» فبيَّن أن سبب الولاية هو التقرب إليه سبحانه بطاعته، فأولياء الله هم الذين يعملون ما يقربهم منه من العمل بطاعته وترك معصيته، وهذا يبطل دعاوى الذين يدَّعون الولاية لأناس يخالفون شرع الله، ويعملون بالبدع والخرافات والشركيات، فهؤلاء هم أعداء الله على الحقيقة، ليسوا أولياءه: ﴿إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ﴾ [الأنفال: 34] وهؤلاء أعداء الله الذين أبعدهم منه بأعمالهم المقتضية لطردهم وإبعادهم، وإن ادَّعوا أو ادُّعي لهم أنهم أولياء الله ليتخذوا من هذه الدعوى حرفة يخدعون «يختلون» ([2]) بها الناس، ويسلبون بها أموال العوام، فقد أصبح لقب الولاية والأولياء في هذا الزمان مصدر ارتزاق تُبنى له الأضرحة وتفتح فيها صناديق النذور وتوظف حولها السَّدَنة لحراسة تلك المصائد وحفظ ما يُدفع لها من أموال بغير الحق.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3862)، وأحمد رقم (16803).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد