×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 إن أولياء الله أيها المخرِّفون لا يدَّعون لأنفسهم أنهم أولياء. ولا يدعي المسلمون الولاية لمعين إلا بشهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك.

لكنهم يرجون للمؤمن الخير ويخافون على المسيء الشر، ويحبون أهل الخير ويكرهون أهل الشر. وفي قوله تعالى: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ» دليل على وجوب العناية بالفرائض وأدائها قبل النوافل، وأن النافلة لا تقبل إلا بشرط أداء الفريضة، وفي قوله تعالى: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» دليل على فضيلة فعل النوافل والإكثار منها لأنها تسبب محبة الله لفاعلها، ولأنها تكمل بها الفرائض إذا حصل فيها نقص، ومعنى قوله تعالى: «فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا» معنى ذلك أن الله يسدِّده ويحفظه في سمعه وبصره ويده ورجله فلا يباشر بهذه الجوارح معصية من المعاصي، وإنما يستعملها في طاعة الله عز وجل، قال ابن دقيق العيد: ومعنى ذلك أنه لا يسمع ما لم يأذن الشرع له بسماعه، ولا يبصر ما لم يأذن الشرع له في إبصاره، ولا يمد يده إلى شيء ما لم يأذن الشرع له في مدها إليه. ولا يسعى إلا فيما أذن الشرع في السعي إليه. انتهى، ومما يدل على هذا التفسير قوله في آخر الحديث: «وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ»، ومعناه أن الله تعالى يكون معه بتوفيقه ونصره وحفظ جوارحه من كل محذور؛ لأن الجزاء من جنس العمل، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ [النحل: 128].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

******


الشرح