أي هؤلاء من الذين
قال تعالى فيهم: ﴿تَتَجَافَىٰ
جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ﴾ [السجدة: 16]، ومن
الذين قال الله فيهم: ﴿كَانُواْ
قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ
١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ
١٨﴾ [الذاريات: 17، 18].
هل عند هؤلاء الذين
تلاعبوا بأوقاتهم وضيَّعوا ما أوجب الله عليهم هل عندهم أمانٌ من النار؟ أو عندهم
جلدٌ، وصبرٌ على حرِّها، وعذابها حيث لا يخافون منها؟ إن هؤلاء قد خالفوا الحكمة
الإلهية في خلق الليل، والنهار؛ لأن الله جعل الليل سكنًا ووقتًا للنوم والراحة،
وجعل النهار معاشًا ووقتًا لليقظة والحركة وهؤلاء جعلوا الليل وقتًا للسهر والضجيج
والعبث. حتى صار النساء والأطفال مثلهم لا ينامون إلا في أواخر الليل. وفي الوقت
الذي يُطلب منهم فيه اليقظة والذكر والصلاة. وهم يسمعون المنادي ينادي: حيَّ على
الصلاة.. حيَّ على الفلاح الصلاة خيرٌ من النوم لكن كأنه يصيح في مقابر. ولسان
حالهم يقول: لا.. النوم خيرٌ من الصلاة، وغالب البيوت في وقت الفجر لا تسمع فيها
ذكر الله، ولا ترى مَن يخرج لأداء الصلاة؛ فأيُّ أُناس هؤلاء؟ هل هم من الذين لا
يؤمنون بيوم الحساب؟ هل هم من الذين قالوا سمعنا، وعصينا. هل نسوا سرعة الزوال،
وحضور الآجال، وقول المفرط عند الاحتضار: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ
وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ
١٠٠﴾ [المؤمنون: 99، 100].
فاتقوا الله عباد الله، وتوبوا إلى الله قبل أن يُحال بينكم، وبين التوبة؛ فإن الله سبحانه، وتعالى يقول: ﴿وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد