وإن تنعم ظاهره، ولبس ما شاء وأكل ما شاء فإن
قلبه في قلق وحيرة وشك، وقيل: إن المعيشة الضنك أن يضيق عليه في قبره حتى تختلف
أضلاعه ﴿وَنَحۡشُرُهُۥ
يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ﴾ [طه: 124]. أي أعمى البصر والبصيرة كما قال
تعالى: ﴿وَنَحۡشُرُهُمۡ
يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ عُمۡيٗا وَبُكۡمٗا وَصُمّٗاۖ مَّأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ﴾ [الإسراء: 97]. وقد أمر
الله بطاعته وطاعة رسوله في كثير من الآيات، وطاعة الله تكون باتباع كتابه، وطاعة
الرسول تكون باتباع سنته، قال تعالى: ﴿تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ
جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ
ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١ وَمَن
يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ
١٤﴾ [النساء: 13، 14]. وهذا من مقتضى شهادة أن «لا إله إلا
الله» وأن محمدًا رسول الله فمن شهد أن «لا إله إلا الله» وجب عليه أن يطيعه ويتبع
كتابه، ومن شهد أن محمدًا رسول الله وجب عليه أن يطيعه ويتبع سنَّته.
وقد أخبر الله
سبحانه أن مَن يُطيع الرسول فذلك دليل على محبته لله ومحبة الله له، ومَن لم يُطعْ
الرسول فإن ذلك دليل على كفره، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ
ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ
ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣﴾ [آل عمران: 31،
32].
وأخبر «الله سبحانه» ([1]) أن مَن أطاع الرسول فقد أطاع الله لأن طاعة الرسول طاعة لمن أرسله قال تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾ [النساء: 80] وأخبر سبحانه أن مَن أطاع الرسول حصلت له الهداية
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد