×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 التامة قال تعالى: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ [النور: 54]، وأخبر أن طاعة الرسول سبب للرحمة، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ۚ [آل عمران: 132]. وأخبر أن مَن عصى الرسول صلى الله عليه وسلم فهو ضالّ متّبع لهواه. قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ [القصص: 50].

وتوعَّد من خالف أمر الرسول بالعقوبة العاجلة والآجلة، فقال تعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63].

وقال ابن كثير رحمه الله: أي فليحذر وليخشَ مَن خالف الرسول صلى الله عليه وسلم باطنًا وظاهرًا ﴿أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ [النور: 63]. أي في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة ﴿أ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63]. أي في الدنيا بقتل أو حدّ أو حبس أو نحو ذلك. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحذِّر من مخالفة الكتاب والسنة ويبيّن «أن» ([1]) ما خالف الكتاب والسنة فهو بدعة وضلالة فكان يقول في خُطَبِه: «إنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2])، ويقول: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ» ([3])، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([4])، رواه البخاري ومسلم،


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([2])  أخرجه: مسلم رقم (867).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (2697)، مسلم رقم (1718).