وفي رواية لمسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) أي مردود على محدثه
وعمله لا يقبل؛ لأنه بدعة مخالفة لما شرعه الله لعباده، ففي هذه النصوص وأمثالها
التحذير من البدع والمخالفات. والبدعة: هي الطريقة المخترعة في الدين التي ليس لها
دليل من الكتاب والسنة يقصد فاعلها ومخترعها التقرّب بها إلى الله عز وجل، كإحداث
عبادة لم يشرعها الله ولا رسوله، أو تخصيص وقت للعبادة لم يخصّصه الله ولا رسوله
لها، أو فعل العبادة على صفة لم يشرعها الله ولا رسوله.
فالبدعة تكون بإحداث
عبادة ليس لها أصل في الشرع مثل بدعة الاحتفال بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه
وسلم، واحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج، أو بمناسبة الهجرة النبوية. أو تخصيص وقت
من الأوقات للعبادة ليس له خصوصية في الشرع كتخصيص شهر رجب أو ليلة النصف من شعبان
بصلاة أو ذكر أو دعاء وتخصيص يوم النصف من شهر شعبان بصيام، وقد تكون البدعة
بإحداث صفة للعبادة غير مشروعة كالدعاء الجماعي بعد الصلوات والمفروضة والأذكار
الجماعية وما أشبه ذلك، والبدع تصدّ عن دين الله وتبعد عن الله وتوجب العقوبة العاجلة
والآجلة؛ لأنها من دين الشيطان، لا من دين الرحمن.
والمبتدِع متّبع
لهواه: ﴿وَمَنۡ
أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ﴾ [القصص: 50].
والمبتدِع يقول على الله بلا علم، والقول على الله بلا علم قرين الشرك، قال تعالى محذرًا من ذلك: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد