تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]. قال
الإمام ابن القيم: والقول على الله بلا علم والشرك متلازمان، ولما كانت هذه البدع
المضلَّة جهلاً بصفات الله وتكذيبًا بما أخبر به عن نفسه وأخبر به عنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم كانت من أكبر الكبائر إن قصرت عن الكفر، وكانت أحب إلى إبليس
من المعصية؛ لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها، وقال إبليس لعنة الله:
أهلكت بَنِي آدم بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله وبالاستغفار، فلما رأيت ذلك
بثثت فيهم الأهواء، فهم يذنبون ولا يتوبون؛ لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
ومعلوم أن المذنب إنما ضرره على نفسه، وأما المبتدع فضرره على الناس، وفتنة
المبتدع في أصل الدين، وفتنة المذنب في الشهوة. والمبتدع يتهم ربه بأنه لم يكمل
الدين قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فهو مكذوب لقوله تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾ [المائدة: 3]، أو
يتهم الرسول بعدم الإبلاغ.
والمبتدع يريد أن
يفرق جماعة المسلمين لأن اجتماع المسلمين إنما يتحقق باتباع ما شرع الله، كما قال
تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103].
وقال: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا
صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن
سَبِيلِهِۦ﴾ [الأنعام: 153].
فالمبتدع يريد أن يفرق المسلمين عن صراط الله وعن
سبيله المتّحد إلى سبيل البدع المختلفة؛ لأن البدع لا تقف عند حد ولا تنتهي إلى
غاية. فكل مبتدع له طريقة خاصة غير طريقة المبتدع الآخر. كما صوّر النبي صلى الله
عليه وسلم ذلك حينما خطّ بيده خطًا وقال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا»،
وخطَّ خطوطًا عن يمينه وشماله، ثم قال: «هَذِهِ السُّبُلُ، لَيْسَ مِنْهَا
سَبِيلٌ إِلاَّ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»، ثم قرأ: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد