فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن
سَبِيلِهِۦ﴾ [الأنعام: 153] ([1]). رواه أحمد
والحاكم. وقال: صحيح ولم يخرّجاه، وهو دليل واضح على أن البدع تفرق المسلمين.
عباد الله: إننا في زمان كثرت
فيه البدع ونشط فيه المبتدعة فصاروا يروّجون البدع بين الناس ويدعون إليها في كل
مناسبة، وهذا بسبب غربة الدين، وقلة العلماء المصلحين. ومن هذه البدع ما يروَّج كل
عام، ويغترُّ به الجهال والعوام، من الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيصها
بأنواع من الذكر والصلاة؛ لأنهم يزعمون أنها تقدَّر فيه الآجال والأرزاق وما يجري
في العام ويظنون أنها هي المعنيّة بقوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4].
ويخصون اليوم الخامس عشر من شهر شعبان بالصيام ويستدلون بحديث روي في هذا، وهذا
كله من البدع المحدثة؛ لأنه لم يثبت تخصيص ليلة النصف من شعبان بذكر ولا قيام، ولا
تخصيص يومها بالصيام، لم يثبت في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما لم
يثبت فيه دليل فهو بدعة في الدين ومخالف لعمل المسلمين المتمسِّكين بالسنَّة
التاركين للبدعة. وإليكم ما قاله العلماء المحقِّقون في هذه الليلة، قال أبو بكر
محمد بن الوليد الطرطوشي في كتاب الحوادث والبدع: وروى ابن وضَّاح عن زيد بن أسلم
قال: (ما أدركنا أحدًا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى «ليلة» ([2]) النصف من شعبان ولا
يرون لها فضلاً على سواها).
وقال ابن رجب في كتابه لطائف المعارف: وأنكر ذلك - يعني تخصيص ليلة النصف من شعبان أكثرُ علماء الحجاز.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (4437).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد