منهم عطاء وابن أبي مُلَيْكة، ونقله عبد الرحمن
بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم. وقالوا: ذلك كله
بدعة. وقال أيضًا: قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله
عليه وسلم ولا عن أصحابه، وقال الحافظ العراقي: حديث صلاة ليلة النصف من شعبان
باطل. وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات.
وأما صيام يوم النصف من شعبان فلم يثبت بخصوصه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث الوارد فيه ضعيف كما قاله ابن رجب وغيره. والضعيف لا تقوم به حجة. وأما زعمهم أنها الليلة التي تقدر فيها أعمال السنة وأنها المعنية بقوله تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ٣ فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ ٤﴾ [الدخان: 3، 4]. فهذا زعم باطل؛ لأن المراد بتلك الليلة ليلة القدر، كما قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ﴾ [القدر: 1]. وهي في رمضان لا في شعبان؛ لأن الله سبحانه قال: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ [البقرة: 185]. فالقرآن أُنزِل في ليلة القدر وليلة القدر في رمضان بلا خلاف. بدليل قوله تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ [البقرة: 185]. قال الإمام ابن كثير: يقول الله تعالى مخبرًا عن القرآن العظيم أنه أنزله في ليلة مباركة وهي ليلة القدر كما قال عز وجل ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ﴾ [القدر: 1]. وكان ذلك في شهر رمضان كما قال: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ [البقرة: 185]. قال: ومَن قال إنها ليلة النصف من شعبان كما روي عن عكرمة فقد أبعد النَّجْعة. فإن نص القرآن أنها في رمضان. ثم قال عن الحديث المروي في ليلة النصف من شعبان وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تُقْطَعُ الآْجَالُ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى شَعْبَانَ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْكِحُ وَيُولَدُ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد