×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

بالصلاة وقراءة القرآن قبل الخطبة وذلك نقصٌ عظيم لما روي عن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِْمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا» ([1]) رواه أحمد وأبو داود والترمذي قال: حديثٌ حسنٌ، والنسائي، وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.

فاتقوا الله عباد الله. ولا تفوِّتوا على أنفسكم هذه الخيرات، والذي يُطلب منكم إنما هو زمنٌ يسير تتقدمون فيه إلى الجمعة وتحصلون فيه على هذه الخيرات العظيمة والوعود الكريمة، ولو ذُكِر لأحدكم طمعٌ دنيويٌّ ولو كان يسيرًا لبادر إلى طلبه وصبر على ما يعترضه من المشاق ولم يتأخر عنه. فهل أنتم ممن يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة؟ وهل ترضون لأنفسكم بالصفقة الخاسرة؟ فاتقوا الله عباد الله... وامتثلوا قوله تعالى﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ [الجمعة: 9] إلى آخر السورة....

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

******


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (345)، والترمذي رقم (496)، والنسائي رقم (1318).