فلو زار الإنسان
المستشفى ورأى أحوال المرضى وما يقاسونه من الآلام ولو نظر إلى الفقراء والأيتام.
وما هم فيه من الحاجة والمجاعة لعَرَف قدر نعمة الله عليه ولان قلبه. لكن حينما
يصرف النظر عن ذلك وينظر إلى أهل التَّرف والغنى وما بأيديهم من زَهرة الحياة
الدنيا فإنه يقسو قلبه ويتعاظم في نفسه، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن
يُجالس فقراء المسلمين والمستضعفين من المؤمنين، وأن لا يتجاوزهم إلى أصحاب الثراء
والغفلة، قال تعالى: ﴿وَٱصۡبِرۡ
نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ
ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا
وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا﴾ [الكهف: 28].
فاتقوا الله -عباد
الله- وخذوا بالأسباب التي تحيى بها قلوبكم وتلين، وتجنبوا الأسباب التي تقسو
وتموت؛ فإن ذلك هو مناط سعادتكم أو شقائكم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
******
الصفحة 6 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد