فِتۡنَةٗ لِّلنَّاسِ﴾ [الإسراء: 60]. روى البيهقي بسنده عن عائشة قالت:
لما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدّث الناس بذلك
فارتدّ ناس ممّن كانوا آمنوا به وصدّقوه، وسعوا بذلك إلى أبي بكر فقالوا: هل لك في
صاحب يزعم أنه أُسري به الليلة إلى بيت المقدس، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أَوَ
قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: فتصدقه أنه ذهب الليلة
إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؛ قال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه
في خبر السماء في غدوة أو روحة؛ فلذلك سُمِّي أبو بكر الصديق، وهذا هو الإيمان
الراسخ واليقين الصادق، ومنه تؤخذ القاعدة العظيمة في أصول العقيدة، وهو أن المدار
على ثبوت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ثبت آمنّا به وصدّقناه بدون
اعتراض أو شك أو استغراب؛ لأنه نبي صادق لا ينطق عن الهوى، وقدرة الله تامة لا
يعجزها شيء، فما هي الغرابة إذًا؟ وكيف تصدقه أنه رسول الله يأتي بالوحي ولا تصدقه
في خبره أن الله أسرى به إلى بيت المقدس وعرج به إلى السماء ورجع إلى مكة في ليلة
واحدة؟ ليس هناك شبهة أمام هؤلاء المكذبين إلا بُعد المسافة في هذه الرحلة، ونسُوا
قدرة الله التي لا يعجزها شيء ونسُوا سرعة وصول الوحي إلى النبي صلى الله عليه
وسلم من السماء وهو بمكة، أليس الله قد أقدر البشر الآن على قطع المسافات الطويلة
في ساعات قليلة بواسطة المخترعات الحديثة، إن الذي أقدر البشر على ذلك قادر على أن
يسري برسوله من مكة إلى بيت المقدس وإرجاعه في ليلة واحدة، من باب أولى وهو على كل
شيء قدير - وصدق الله ورسوله... أيها المسلمون: إن خير الحديث كتاب الله...الخ.
******
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد