معناه أن كلاً من
الصِّنفين بما يعامل به، فيزوَّج بما يليق به من أمثاله ويخاطب بما يليق به، وكما
أن الله ميَّز بين الطيبين والخبيثين في الدنيا فإنه يميز بينهم في الآخرة كما قال
تعالى: ﴿وَيَوۡمَ
تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ ١٤ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ ١٥ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا وَلِقَآيِٕ
ٱلۡأٓخِرَةِ فَأُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ ١٦﴾ [الروم: 14- 16].
فالجنة دار الطيبين
كما قال تعالى: ﴿سَلَٰمٌ
عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ﴾ [الزمر: 73] وقال
تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمُ
ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 32].
والنار دار
الخبيثين، قال تعالى: ﴿لِيَمِيزَ
ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [الأنفال: 37]
فاتقوا الله عباد الله، وميِّزوا بين الخبيث والطيب.
فكونوا مع الطيبين
من المؤمنين، وتمتعوا بالطيب من الطعام، وانطقوا بالطيب من الكلام، وتقربوا إلى
الله بالطيب من الأعمال، وتصدقوا بالطيب من الأموال؛ لتصلوا إلى دار الطيبين وهي
الجنة، وتجنَّبوا الخبيث من القول ومن المطاعم والمكاسب والأعمال، والخبثاء من
الناس لعلكم تنجون من دار الخبثاء يوم القيامة واعلموا أن خير الحديث كتاب
الله...إلخ.
******
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد