لقد اغتر هذا
الإنسان بمخترعاته، ومنجزاته الحضارية ظنًّا منه أنه حصل عليها بحوله وقوته وخبرته
ومهارته ونسي أن الله هو الذي خلقه ووهبه العقل والتفكير، وسخر له هذه الكائنات،
وألهمه كيف يستخدمها، وأن كل شيءٍ بقضاء الله وخلقه وتدبيره: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ
أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [التكوير: 29]. ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا
تَعۡمَلُونَ﴾ [الصافات: 96].
ثم ما هي هذه
المنجزات التي اغتر هذا الإنسان بإبرازها، إن غالبها آلات خرابٍ ودمارٍ للإنسان
والعمران، أسلحةٌ فتاكةٌ، وقذائف جهنمية تهلك الحرث والنسل. ما مكّن الإنسان منها
إلا عقوبةً له وعناءً عليه وعلى الإنسانية. كما قال تعالى: ﴿قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ
عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ
أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ
كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ﴾ [الأنعام: 65].
فاتقوا الله عباد
الله، واعتبروا بمن قبلكم من الأمم التي اغترت بقوتها وعتت عن أمر ربها ورسله
فحاسبها الله حسابًا شديدًا و«عذابها» ([1]) عذابًا نكرًا،
فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرًا.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله... إلخ.
******
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد