قال الإمام القرطبي
في تفسيره: هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما
يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم
والقبط، وإن لم تزد على اثني عشر شهرًا؛ لأنها -أي الشهور غير العربية- مختلفة
الأعداد منها ما يزيد على ثلاثين ومنها ما ينقص، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين
وإن كان منها ما ينقص.
وقال الإمام
الشوكاني في تفسيره: وفي هذه الآية بيان أن الله سبحانه وضع هذه الشهور وسمَّاها
بأسمائها على هذا الترتيب المعروف يوم خلق السماوات والأرض، وأن هذا هو الذي جاءت
به الأنبياء، ونزلت به الكتب، وأنه لا اعتبار بما عند العجم والروم والقبط من
الشهور التي يصطلحون عليها ويجعلون بعضها ثلاثين يومًا، وبعضها أكثر وبعضها أقل،
وقوله ﴿مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ﴾ هي: ذو القعدة، وذو
الحجة، والمحرم، ورجب، ثلاثة سرد، وواحد فرد، كما ورد بيان ذلك في السنة المطهرة
وقوله: ﴿ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ
ٱلۡقَيِّمُۚ﴾ أي كون هذه
الشهور كذلك ﴿مِنۡهَآ
أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ﴾ هو الدين المستقيم والحساب الصحيح والعدد المستوفى..
انتهى.
فاتقوا الله عباد
الله، وأَرِّخوا خطاباتكم ومعاملاتكم ووثائقكم بالتاريخ الهجري والشهور العربية،
ولا تتساهلوا في هذا الأمر وتظنوا أنه شيء عادي؛ لأن التاريخ شعار الأمة وفي
التعامل بالتاريخ النصراني إحياء لشعارهم وتخليد لدينهم الباطل فتنبَّهوا لذلك
ونبهوا عليه.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله... إلخ
******
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد