فمسائل العلم من باب أولى؛ لأن الجاهل قد ينقل
من الكتب ما هو باطل وضلال وهو لا يدري، وقد ينقل منها ما هو منسوخ لا يجوز العمل
به، أو متشابه يحتاج إلى بيان وتفصيل، فيضل الناقل ويضل غيره وهو لا يدري، ولا
يكفي حسن القصد وسلامة النية، فقد قال الله تعالى: ﴿قُلۡ هَلۡ
نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا ١٠٣
ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ
أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ١٠﴾ [الكهف: 103 -
104].
وقد يكون من بين
هؤلاء الذين يروِّجون هذه النشرات من يقصد الدس وإفساد العقائد باسم الوعظ
والتذكير.
فالواجب الحذر
والقضاء على هذه الظاهرة السيئة وعدم تمكين هؤلاء من وضع هذه النشرات في المساجد
وغيرها سدًّا للذريعة، ومن أراد الخير ومعرفة الحق فليتعلم في فصول الدراسة وحلق
العلم في المساجد، ويدرس الأصول المختصرة؛ فإن من ضيع الأصول حرم الأصول، فلا يسوغ
للإنسان مطالعة الكتب إلا بعد إتقان هذه الأصول وضبطها؛ لأنها مفاتيح لأبواب
العلوم، والله تعالى يقول: ﴿وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ
بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ
وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ﴾ [البقرة: 189].
فاتقوا الله -عباد الله- وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة... إلخ.
******
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد