وخير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدي محمد صلى
الله عليه وسلم. فلا يعدل أحد عن هدي خير الورى وخير القرون إلى ما هو دونه،
وينبغي للمطاع ألا يقر ذلك مع أصحابه بحيث إذا رأوه قاموا عند وصوله.
وأما القيام لمن
يقدم من سفر ونحو ذلك تلقيًّا له فحسن، وليس هذا هو القيام المذكور في قوله صلى
الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» ([1]) فمن ذلك أن يقوموا وهو قاعد وليس أن يقوموا
لمجيئه إذا جاء، ولهذا فرقوا بين أن يقال قمت إليه وقمت له، والقائم للقادم ساواه
في القيام بخلاف القائم على القاعد، وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه
وسلم لما صلى بهم قاعدًا في مرضه وصلوا قيامًا أمرهم بالقعود، وقال: لا تعظموني
كما يعظم الأعاجم بعضهم بعضًا، وقد نهاهم عن القيام في الصلاة وهو قاعد لئلا يتشبه
بالأعاجم الذين يقومون لعظمائهم وهم قعود.
عباد الله: ومن بلغه سلام من
غائب وجب الرد عليه فإن كان بواسطة شخص فإنه يقول في الرد: وعليه السلام، وإن كان
بواسطة كتاب فإنه إذا قرأه يقول: وعليكم السلام. فيرد عليه بأحسن من تحيته أو مثلها.
فاتقوا الله عباد
الله وأفشوا السلام بينكم لما فيه من المصالح والخيرات وإحياء السنة وإزالة
الجفوة، فإنه من طيب الكلام وقد قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا
دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ﴾.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...
******
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5229)، والترمذي رقم (2755)، وأحمد رقم (16918).
الصفحة 5 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد