كلها وانبعثت إلى
المعاصي والمشتبهات، ولا ينفع عند الله إلا القلب السليم. قال تعالى: ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ
وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩﴾ [الشعراء: 88، 89].
واعلموا أن القلب
يتأثر ويمرض بفعل المعاصي وترك الطاعات، فيمرض بالنفاق، قال تعالى في المنافقين: ﴿فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ﴾ [البقرة: 10].
ويُحجَب بالمعاصي
فيُغلَّف بغلافٍ كثيفٍ فلا يصل إليه نورٌ، ولا تؤثر فيه موعظةٌ، وهذا هو الران
الذي قال تعالى فيه: ﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ
رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [المطففين: 14].
كما أن أكل الحرام،
وعدم التورع عن الآثام يقسِّي القلب فلا يستجاب له دعاءٌ. قال صلى الله عليه وسلم:
«أَبْعَدُ النَّاسِ مِن اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي» ([1]).
فاتقوا الله عباد
الله، وحافظوا على صحة قلوبكم من أمراض المعاصي، أكثر مما تحافظون على أجسامكم من
الأمراض الحسية، وداووها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فإن خير الحديث كتاب الله.. إلخ.
******
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2411)، والبيهقي في الشعب رقم (4600).
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد